عندما تأتى الذاكرة مذعورة
لن اتخيل شخصيات لأدللها
فقط أدلل نفسى
بالسير حافية القدمين
على حكايات
مبقعة بالأزرق
تشبه حكايات جدتى
عن الغول والعنقاء
والخِل الوفى
ثم ماذا يحدث بعد ذلك ؟
هل تهدأ الذاكرة؟
أم تختبىء الحكايات
وتفترش الأزرق ؟

أيها الصباح
لعلك مللت منى
لم يخطر ببالى أن أكتب لك/ عنك يوما
إلا أن مايحدث يجعلنى
انظر من بعيد
الأفاعى ..
الجراد..
تلتهم الزهور ..
الرغبات فى إزالة الصخور
تشتعل ..
ابتسم أو أحزن
أفهم أو لا أفهم
تستبد بى طفولتى
ولغموض ما
تبتعد الأحلام
....
أيها الصباح
انتهت سَكينة الليل
بصلوات
دعوات
بيوم عظيم
ولا ينتهى الحنين
لليل وقمر
.....

أيها الصباح
تبدو هادئا
وتحمل
رسائل كثيرة
لن أفتحها اليوم على الأقل

ليس لأني لا أعرف مافيها
لكن أذكر
كيف ألقيت بغفواتي المؤجلة 
على حذاء مدرستي
تاركة  مسارات أحلامي
تلهث خلفي
كصرير باب 
أثقلته دق كفوف العابرين
الآن أغلق صندوق البريد
واحتفظ بحقي
 بقراءته في صباح جديد

صباح الخير
أيها الصباح
أراك مرتبكا قليلا
أو هكذا تبدو لى
كل ماعليك أن تنهى مهمتك
دون خيانة
لشعور بسعادة خفية
لانتصار ما
فلتكن صباح الخير
كما يردد الناس أول اليوم
أو هكذا يزعمون

أيها الصباح
امتلاؤك بالضياء
لا يعنى امتلاؤك بكل شيء
ولا فراغك من كل شيء
فكم ضمهم الليل
تفرقوا صباحا
ورغبات استغرقت ليلها
تبخرت عندما أتيت
أيها الصباح
أنت طفل
فلاتعبث
ولا تكرر لعبة
الفراغ والامتلاء
.........

أيها الصباح
أعطنى حريتى
لن أرضَ بقيدك
و لو بخيوط نور
الحرية ممتعة
ولو بعد استدارة القمر !

أيها الصباح
شاركنى أغانى طفولتى
وبهجة رسوماتى الأولى
فيا أيتها العتمة
ألقِ بظلالك بعيدا
فأنت أيها الصباح 

ستكون يوما لى

أيها الصباح
أخبرتك 
إنى لن أفتش فى جيوبي
عن دمعة سقطت
فى ليل سابق
وأنني جنوبية عنيدة
أخبز أحيانا فطائر الفرح
وحزن ما يسكنني
أرافق الشمس لساعات طويلة
ولا استغني عن قيلولتي
أيها الصباح
هذه تحيتى
وربما يكون لنا
لقاء آخر
وقصيدة غير مكتملة

أيها الطلل
توقف عن التهدم
ماعدنا نستطيع الوقوف على الأطلال ولا البكاء
منذ متى وجد الغريب ضالته
ومتى أثار الجديد فى نفسى فرح ؟

ناولنى الممحاة
حتى لا أعد الضحكات فى مواسم الدمع

ناولنى الممحاة
حتى لا ينتقل مزاجى السىء معى
واستطيع ارتداء مايناسب
حفلا تنكريا
أجلس في المقاعد الخلفية
يشغلنى تعليقات الحضور
والانصراف المبكر

وقد يفعل المرء أحيانا...
أن يترك فراغا
 بين مسافات الحضور
أو يبرىء نفسه
 من أسباب الموت
قد يطوف فى المقاهي
 بحثا عن ابتسامة ما
أو يحصي مواسم البكاء
لكنه أبدا لن يفلت 
من موجات الحنين

ماذا أقول للغياب ؟
أحقا تريد اختبارى؟
ماذا أهديه ؟
وردة صفراء
تعانق روحك الهائمة
ما أطيب المنام
حين أراك
ما أفقر الصحو
حين تغيب
هات ذاكرتى
اتوكأ عليها
وأهش بها على النسيان

مقطع لذاكرة متمردة
"
تمنت أن تظل وحيدة ،،
قصيدة لم يكتبها أحد ،،
خارج إطار الصورة
داخل زجاج نظارتها السميك
لكنها دخلت الصورة
أُُلقِىت عليها الظلال
سمعت ضجيج القلوب ،،
حكايات الصور ،،
وبقيت روحها
منثورة
تعانق القمر والنيل
فى صلاة
تستعد لساعة الوصول