الأحد، 22 مايو 2016

عندما زرت قبرك يا أبي شعرت بوَحشة ليست كالتي أشعر بها بين الغرباء وليست لأني لا أعرف مكانك بين أقاربي المدفونين إلى جوارك؛ إنها وَحشة صادمة ومؤلمة جلست بعدها أمام مقبرتك كطفل لا يدرك هل الذي أمامه عقاب أم ثواب. تلك الصدمة التي واجتها عندما دخلت في غيبوبتك الأولى وحاولت وقتها أن أعيدك إلينا وأراد القدر أن تعود معافى وتكمل معنا ثلاث سنوات هي عمرك الثاني. وهذه المرة فشلت محاولاتي لم أحصل سوى على ابتسامة خافتة ولفترة قصيرة . يد القدر لم تكن حانية هذه المرة ومكثت مع قساة القلوب لمدة عشرة أيام لم أرك فيها إلا دقائق معدودة لم تسعف محاولاتي لإيقاظك كل مرة.والآن عرفت معنى هذه الوَحشة إنها وَحشة اليتم. أنا يتيمة الآن يا أبي.فارقد في سلام حيثما كنت ولكن لا تنس أن ترسل لي صورك أو كروت معايدة كما كنت تفعل في سفرك الطويل.

 لم تعلمني الحياة شيئا... عرفت في سن صغيرة  ان هذا  شارع هذه نافذة تطل على الشارع وهذه مدينتي التي لا استطيع الخروج منها وهذا بيتي داخل المد...