الأدب كمتعة، المتعة كأدب
مقال لجويس كارول أوتس
ترجمة
مــها جــمال
"دائما أعود للحياة بعودتي للكتب".
(جورج لويس بورخيس)
.ربما يكون مثيرا للجدل اعتبار أن القراءة تُشكل السر القوي للمتعة و تأتي ذروة متعتها في الليل وتكون مثالية مع الأرق. في تلك الأوقات يسطع المصباح فقط على الصفحة ولا على أي شيء أخر. يصبح العالم وثيقة صغيرة، صغيرة ولذيذة، والكلمات: صوت الآخرتأتي في المقدمة.
ما أحبه في اليقظة يقول المؤرَّق، أن أكون وحيدا وأقرأ.
الأرق ولِع،ماهر ، أسلوب حياة،شاب مثقف: مراهق كلما أمكن. وعندما يبدأ فترة النضج يصبح مثيرا للشفقة لأنه يتحول أخيرا إلى عزلة لا تقدر بثمن(لأن أوقات القراءة) قد ضاعت.
هل تعرف إنه الشعر، تقول "إميلي ديكنسون"، عندما يأخذ قمة رأسك للطيران. أو عندما نأخذ استعارة "راندال جارل:، عندما يصعقك البرق- كقاريء.كل الشِعر العظيم يعززه اكتشافاته، وأوقات ذروة امتاعه: فقراءة القصيدة ليلا تجعل معناها يختلف وبقوة عن قراءتها أثناء النهار. وهناك قصائد غامضة مثل قصائد والت ويتمان- الفذ ويتمان, ولابد من ملاحظة- أنها للقراءة ليلا فقط:
منتصف ليلة صافية
هذه ساعتك أيتها الروح
روحك الحرة الهائمة
بلا كلمات،
بعيدا عن الكتب، بعيدا عن الفن،
سينقضي اليوم، ويُفهم الدرس
إليكِ أيتها المنبثقة الصاعدة،
الصامتة،
المحملقة،
المتأملة في ما تحبين: الليل، النوم، الموت والنجوم.
الحب من أول نظرة / أول كلمة نسمعها: مجرد وهم ضمن عبارات الإنسان الرومانسية لكنها دائما وأبدا يُعتمد عليها و هي حقيقة شديدة الغواية في العبارات الأدبية.
إنه اليقين الذي يغزو الروح ويحث العين على البوح بطريقة لا إرادية. ليس " مبهجا" بالرغم من الإحساس الجميل لكنه دائما دائما موجود.
وعندما لا تدرك إنك تحفظ كلمات الآخر، شعرا أو نثرا، ثم، كأنها بلا استدعاء جاءت، الكلمات ستؤكد نفسها.كلمات "كولريدج" " المعرفة تعود كقوة". كمساء في "برنستون"، صديق شاعر وأنا اكتشفنا أننا نستطيع أن نلقي في انسجام قصيدة مبكرة من قصائد "ييتس" ومعجبي "ييتس" سيعتبرونها هامشية،لكن في إيقاعها الصادم لايمكن لأحد غيره كتابتها:
إلى صديق أصبحت أعماله هباء
الآن كل الحقيقة اتضحت
كن خفيا وخذ دفاعك
ضد أي تهديد حقير
وكيفما تنافس
تكون منافستك بشرف مع أحد
ثبت كذبه
ولايخجل من نفسه
ولا من عيون جيرانه
ولأنك رُبيت على شيء
أقسى من الانتصار، ابتعد
و كوتر ضاحك
تعزف عليه أصابع مجنونة
توسّط مكانا بين الأحجار
كن خفيا وابتهج
لأن كل الأشياء
معروفة أنها الأصعب.
هذه أيضا قصيدة تبلغ أقصى استمتاع بها ليلا، وتكمن متعتها في أنها فريدة. مثل قصيدة عظيمة أخرى "لييتس" – "الساحرة"" فرار حيوان السيرك"" السماء الباردة" و" البجعة البرية في كولي"" قصائد جين المجنونة ونستطيع تسميةالقليل منها- والتي اكتشفتها أول مرةخلال صداع طويل، لكنه ساحر تماما وأدخلني في نوبات أرق وقراءة في أواخر مراهقتي.
كم هو صعب أن تصلح أقوى درجات الإدراك بعد قضاء فترة طويلة من الليل متيقظا؛ مُهمة صعبة وجامحة, أن تأخذ ضوء النهار على محمل الجد مثل ما كان الليل! ! أفعال الأمر الوقورة لـ "ييتس" لها السطوة وتلقي بظلالها على الخزي، وعن كلماته المحفورة في الحجر: ربما كشاهدعلى مقبرة. مثل تلك السطور المشهورة في نهاية" تحت بين بولين"
يصوب الفارس
نظرة باردة
على الحياة، الموت
ثم يمضي.
" الكتاب فأس" قالها ذات مرة" فرانز كافكا" متضمنا البحر المتجمد" استعارة طريفة- بالأخص الفأس. لكننا نعرف ماذا يعني.
هناك متعات للقراءة مذهلة جدا، مكثفة جدا، وتلقي ظلا على الألم. وحقيقة أن حياة الإنسان لا يمكن تغييرها بـ.... هل تصبح مجرد كلمات؟ صفحات مطبوعة؟ معظم الاكتشافات التي غيرت الحياة تحتوي على مالم يكن يخطر ببال، ولم يكن لها صِبغة محددة، حتى تتجسد في كلمة. باستدعاء صراحة (دوريان جراي) الذي قيل عنه " أنه مغوي بالكتاب"" الكتاب الذي يُعد العمل العظيم و يعبر عن الانحلال لـ (هيومان)- ضد الطبيعة"ويوجد الكتير أيضا ممن أغواهم هذا الكتاب وكتاب" وايلد" العظيم "صورة دوريان جراي"؟ وماذا عن الهوس المفرط لدى القاتلَين الشابين ليوبولد وليوب، اللذان قرءا" لنيتشة" كجامعيين، و تصرفا بطريقة شخصية "راسكولنيكوف" لـ "ديستوفسكي" في اختبار حياة البشر- وصعدا، كما يعتقدان إلى الحرية الأخلاقية المطلقة في كتاب" نيتشة( هكذا تكلم زرادشت)؟
هل هذا علم الأمراض؟ أم اكبر قدر من التعاطف؟ أقل مقاومة للمتعة تكون عندما يتغلب عليك صوت الآخر.
فلنعتبر ظاهرة القراءة،أعظم الأفعال غموضا. الوسيلة الوحيدة التي تجعلنا ننزلق غالبا مسلوبي الإرادة، في جِلد الآخر؛ صوت الآخر؛ روح الآخر. فيما يحرض أحدهم أن القراءة الجادة فعل مقدس مثل الكتابة الجادة، ولذلك يجب أن لا تُنتهك. . ذلك أننا مع الكتاب تكون لدينا القدرة لتجاوز ماهو حالي، ماهو شخصي تماما، وندخل وعيا مجهولا بالنسبة لنا، في بعض الحالات شديد الغرابة، من ناحية أخرى....هذا الصباح فتحت غلاف كتاب، حجمه متواضع، مغلف ببساطة لا أتخيل كيف خلال دقائق- بل خلال ثوان- ستزيد سرعة ضربات قلبي، تتنبه أحاسيسي لدرجة الألم، إثارة تتعقبني تجعلني فعليا من المستحيل أن أبقى جالسة. هذا الكتاب هو " قصائد مختارة لوياليام كارلوس ويليامز- المجلد الأول (1909-1939) تحرير أ والتون ليتز وكريستوفر ماكجاون (نيو يورك- اتجاهات جديدة ، 1986). القصيدة التي بدأت بقراءتها هي "باترسون، الجزء 17، بلزمتها الساحرة" الشيء الجميل" أول قراءة لها كانت منذ كم عام؟ وكم عدد مرات إعادة قراءتها؟ مع ذلك مازلت متشبعة بأصلها الغرائبي القوي. هذا بخلاف القصائد الصريحة التي نعرفها كلنا ونحفظها مثل " في الطريق إلى مستشفى ناقلة العدوى"" منتجات أمريكا النقية/ تذهب للجنون"" رثاء الأرملة في الربيع" وهذه القصيدة لتكريم / رعب/ إرهاب أمريكا.
جمهور لعبة الكرة
يتحركون متجانسين
بروح اللاجدوي
التي تسرهم
كل التفاصيل المثيرة
للمتابعة
الهروب، الخطأ
وومضة العبقرية
كل ذلك يسير إلى لا نهاية
لينقذ الجمال الخالد
لذلك تفاصيل الجمهور
جميلة
من أجل ذلك
أنت حذر منهم
مؤدي التحية، ومتحدِ
إنه حقد حي
يبتسم في تجهم
و كلماته قاطعة
والأنثى المبهرجة
مع أمها تعرف ذلك
اليهودي فهم ذلك مباشرة
إنه قاتل ومرعب ـــــــ
إنه التحقيق
الثورة
إنه الجمال بنفسه
الذي يحيا
يوما بيوم
بدون عمل
تلك
هي قوة وجوههم
إنه الصيف، مثل
انقلاب الجمهور
مبتهج، الجمهور يضحك
بإسهاب
باستمرار، وجدية
وبلا فكرة
(من الربيع والجميع- 1923)
في مكان آخر
ما هذا العجيب الذي أملكه
في ملابسي الداخلية؟
ألمسه فهو شيء غريب
أعلى فخذ غريب
(من حلول الشتاء،1928)
و دخلت غرفة تدريس فارغة في مبنى اللغويات القديم، في جامعة سيركوزا، في وقت ما من نهاية عام 1956 اكتشفت كتابا مفقودا أو مهملا كان في علم الأخلاق، مجموعة تصنيفات، فتحته بطريقة عشوائية.... وبدأت القراءة.... وقرأت....لدرجة أن الدرس الذي سيبدأ خلال دقائق، مهما كانت أهميته، نسيته لفترة طويلة،ومهما كان أستاذ الفلسفة، أيضا ، للأسف نسيته، لأنه مجرد إلهاء ومقاطعة.كم أنا متحمسة بشدة لهذا الصوت الجديد المجهول، إنه صوت متفرد، جديد و ساحر بمعنى الكلمة، بالرغم من أني أعرف، افترض، عن بعض الكتاب الذين قرأ لهم، ومن تعلم منهم ( شكسبير، ديستويفسكي و إمرسون)، لكن لست معتادة على قراءة" نيتشة"- بنفسه- أعرفه بالاسم، الكلمة، الصوت،غامض ومنيع. هذا الفيلسوف ضد الفلسفة، شاعر، متصوف( وضد الصوفية)؛ وعبقريته تعبر عن نفسها خلال أقواله المأثورة و مسائله المعضلة ـــــــ" الفلسفة مع المطرقة".أن تقرأ لـ "ينتشة" في سن الثامنة عشر، عندما يكون إحساس الإنسان أكثر يقظة وأعصابه نشطة، يتغلغل داخل الجلد، وتسمعه،ينفذ خلال المسام بقوة؛ أن تقرأ، و يصاب قلبك، بهذا الصوت المدهش- يالها من نشوة! ياله من قلق يضرب أحشاءك!ـــ كما لو أن الأرض تميد تحت قدميك.
في مرحلة المراهقة المتأخرة؛ وقت الحب، أو، نقول العاطفة-القناعة التي تجعلك تؤمن أن شيئا ما سيحدث خلال الساعة القادمة، سيحدث، ليغير حياتك تغييرا لا رجعة فيه.
(الخطر يكمن في السعادة: الآن كل شيء ألمسه يتحول إلى شيء رائع. الآن أحب أي قدر أت. من يحب أن يكون قدري؟) مهما كانت كتب "نيتشة" التي اشتريتها فيما بعد أو استعرتها من مكتبة الجامعة ـــ( مولد التراجيديا، إنسان مفرط في إنسانيته، العِلم المرح، هكذا تكلم زرادشت، ماوراء الخير والشر، أفول الأصنام )ــــ لقد قرأت، أو التهمت، بسرعة وبلا اكتراث وبلا إحساس بسياقهم التاريخي؛ تحت تأثير السحر كانت لدي كل الأسباب في التفكير إنه فريد. وبالنسبة لي "نيتشة" كان فريداــــــ واحدا من هؤلاء الأصوات الخارجة عن هذا العالم المكتظ الذين عبروا عن أنفسهم ببراعة, وبطريقة حادة، ضد العالم، وأصبحواــ تقريباــ يمثلون جوهر الروح.
(نيتشة1 مات مجنونا. لكن, كمجنون، عاش لفترة طويلةـــ إحدى عشرة سنة. في يناير 1899 في شارع تورين رأى سائق عربة يجلد الحصان بالسوط، جرى ليحمي الحصان، اندفع و أحاطه بذراعيه، ثم سقط؛ ولم يُشفَ.
وفي جنونه، حتى، ماهذا التوهج، ماهذه الغرابة والشعر الذي يقطع نياط القلوب- يوقِع لنفسه باسم " المصلوب"و ديونيسوس"ــــ يكتب خطابات مثل هذا الخطاب، إلى "جاكوب بيركهارد": " في النهاية وودت أن أكون أستاذا جامعيا في بازل أكثر من الرب؛ لكن لم أجرؤ أن أدفع بأنانيتي بعيدا حتى أقلعتُ من أجله عن خلق العالم.
كما ترى، لابد أن نُضّحي على أية حال وفي كل الأحوال مادمنا أحياء..... وماهو كريه ويخالف تواضعي أنني في القاع أمثل كل اسم في التاريخ. بالأطفال الذين أنجبهم لهذا العالم أيضا،وأعتبر مع بعض قلة الثقة إذا لم تكن كل حالة تدخل إلى ملكوت الرب تخرج أيضا من الرب. بعد هذا السقوط قد أصبحت أعمى بقدر ضئيل جعلني أرى جنازتي.... نحن الفنانون عنيدون" وفي حاشية الرسالة: " ذهبت إلى كل مكان و أنا طالب، هنا وهناك أربت على كتف أحد ما و أقول، هل أنت مسرور؟أنا الرب الذي صنع هذا المخلوق.")
و قلبت صفحات كتاب المختارات الشعرية الضخم، بالرغم من إني مازلت في مدرسة الصغار، منذ سنين بعيدة، إلا إني كنت استطيع التقييم، الأسماء معظمها جديد، غامض، تنقصني كل المقومات، لذلك كان عالم نقي، وساحر.لم يكن إلا مجرد إبداء رأي لهذه المجموعةـــــ لم تكن سياسة أدبية، بالتأكيد لم تكن!ـــــ كنت في سن الثالثةعشرة على ما أظن.
ليست لدي ذاكرة عن غياب المرأة في مجموعة المختارات وأشك إن كنت أتذكر، لأن الشِعر متوازن أكثر من النثر بالنسبة لي حينها، وبدا لي لسنين طويلة، محايد تماماــ أو هل أعني محايدا بالفعل؟ــــ نشاط لا جنس له.
(أكون قد فكرت ـــ وربما ما زلت أعتقدـــ أن الجمال يكمن في الجرأة!) و يصيبيني كوقاحة، ابتذال, بلاطعم، تفاهة وتدنيس لكل الصفحة، أن أقرأ الشعر الذي يدهشني هو الذي أعتبره منتجا من إنسان يشبهني؛ كما لو كان منتجا ممن نستطيع أن نطلق عليه في يوم من الأيام" وعي الأنثى". ولا أقصد هذا، كشاعرة، وقد مُنحت سمة الشاعر، "إميلي ديكنسون" في الحقيقة قد تجاوزت ليس فقط" الأنثى" لكن الإنسان كتصنيف؟
لا أتذكر أول قصيدة قرأتها لـ "إميلي ديكنسون2"؛ فهي تشبه تماما القصائد التي قرأتها، وأعدت قراءتها، وحيرتني، وسكنتني،مثل اللغز للطفل واضح وبسيط وتشعر أنك تستطيع فهمه ــــ لكن لا تستطيع، تماما.
في القصائد المتكررة في مجموعة المختارات كانت الأكثر كآبة وغموضا و أثّرت بي تأثيرا عظيما كأنها جسدت جوهر الشِعر.قصائد ديكنسون التي أبهرتني كانت قصائد الرثاء، قصائد " الجنون"، عبارتها المقتضبة بيضاوية الشكل التي تحمل جو أقرب للمحارب، لذلك جاءت الجملة قصيرة، وتامة:
المنافسون للسماء
حافلات غير صدئة
و
الشهرة هي أولاد وبنات لايموتون،
ونادرا ما يولدون.
و
نرعى الحب، حتى يصبح كبيرا، مثل كل الأشياء
ونضعه في الدرج حتى يصبح كعروض الأزياء العتيقة
مثل التي يرتديها الأجداد.
— كل الشعراء الجيدين يواجهون إعادة صياغة النص؛ "إميلي ديكنسون" كانت تواجه بعض المفاهيم البسيطة. ويجب أن"نستوعب" معناها نحن مستبعدون حتما من تقنيتها،و تسحرنا استقامة صور محددة، الأصوات، براعة استخدام علامات الترقيم ــ
اعتياد الحذف من عقل تعود على التفكير بطريقة مائلة ــــــ لكن غير قادر على فهم جوهر القصيدة الحتمي. (و كينونة كاتب القصيدة " أنا" يتغير من قصيدة لقصيدة). عندما نقرأ لـ "ديكنسون" تتوتر أعصابنا في تعجب وتعاطف. تقفز أجزاء القصيدة بقوة تجاهنا كما تفعل القصائد المتحققة:
إنه الميل إلى الماضي الأسمى أيتها الحياة، بدأ بتدفق الدم
وتمّمه الملل!
المخ، عبر تجاويفه
يتحكم بهدوءــ وفعلياـــ
لكن دعوا الشارد يأخذ طريقه ــــ
كان من الأسهل لكم ـــ
أن تقترحوا العودة للخلف ــــــ
عندما تشق الفيضانات التلال ـــ
وتأخذون الطريق الرئيس لأنفسكم __
وتهدسون الطواحين ــــــ
كان "فرانز كافكا" في قصصه ، أمثاله، أدواته وافتتاحيات الجريدة أكثر واقعية منه في رواياته غير المكتملة .
كان صوت "فرجينينا وولف" في مذكراتها ورسائلها صاعدا ،براقا ولايُضاهى عنه في كتباتها للروايات التي يغلب عليها أحيانا التكلف والوعي بالذات....."هنري جيمس" كان ذاتيا" كما في " أجنحة اليمامة" ثم كان أقل ذاتية في " دفاتره الكاملة" التي خاطب نفسه فيها بلا خداع أحيانا بحزن ، أحيانا بفخر، متحدثا إلى ملهمه الذي كان يطلق عليه" مآلي الصالح" كما لو كان هو/ هي المحبوب....."وليام جيمس" في عمله العظيم" التجارب الدينية المتنوعة للدين" الذي تجد نفسك في فصل آخر من الكتاب بعنوان"" الدين لتفكير صحي"" الروح المريضة وخطوات تكاملها" ....." هاردي" ورواياته العظيمة "تِس من آل دربيفيلز"و " جود الغامض" بالتحديد...... "روبرت فروست" بالرغم من انتظام صرف الانتباه عن قوافيه( الذي كلما كان خفيفا على أذن معجبيه، كلما كانت أعمق في فنه......"دي هـ لورنس" لا يقل إبداعه في الشعر عنه في النثرفي أعماله الصغيرة مثل" فتاة ضائعة" أو رواياته العظيمة......" جيمس جويس" في قمة عبقريته، كلماته المجنونة، مسلوب العقل، لا يعبر كثيرا الخط الفاصل بين العقل والجنون ليمحها- على الأقل في الفن. وهناك آخرون، الكثير منهم، فيضان من الآخرين أصوات غرباء أقرب لنا من أصوات الأصدقاء، أكثر حميمية في كثير من الحالات. الأدب يمنحنا قليلا من المواساة وليست كالتبشيرات الرسولية التي يمنحها الدين، لكنه بالرغم من ذلك ديننا.
التعبير على وجه الشاب يأسرني- لست حقودة(عليه، أوبسبب ذلك) لكن أتعجب، أرتبك: ألم تكن مفاجأة بسيطة، عندما ترى رائعة من نثر فني قصيرتناولناها في ورشة عملنا، ألم تكن مرعبة؟ ولها أن تحظى باهتمام تام؟ وهذا الشغف بقراءة المزيد لهيمنجواي، المزيد من تلك السرديات القصيرة التامة المحكمة التي كتبها هيمنجواي عندما كان (كما أخبرت طلابي بلطف) ليس أكبر منهم سنا بكثير. القصة هي " القصة القصيرة جدا"، صفحة ونصف الصفحة من النثر المقتضب، غضب عارم، " في ليلة حارة في " بادوا" حملوه إلى السطح حيث استطاع أن يلقي نظرة على أعلى المدينة"، ويأتي اكتمالها كنوع، نوع لم يحققه "هيمجواي" بنفسه مرات عديدة. إنها تدوينة لشاب جريح ، موت الرومانسية، موت الأمل، قوية في طريقها حتى تصل إلى رواية فيما بعد، ولكن ببعد أقل عاطفية.الشباب، شباب الكتاب في ورشتي والذي يمثل لهم "هيمنجواي" الاسم والشهرة، لهم أن يروا أن هناك كان "هيمنجواي"، ولا يثعرف نفسه أنه "هيمنجواي"، لا يستطيع أن يعرف،لأنه صغيرجدا، ويفترض أنها تحولا طفوليا عدوانيا خياليا كان يحلم به: كان هو الشيء الحقيقي، أليس كذلك؟ ويبقى أحدهم بعد الدرس يريد أن يقول شيئا، ولا يريد أن يتحدث عن "هيمنجواي" كهدف، أو في أي حال، هذا "الهيمنجواي" لينهي الحديث، عن هذه الصفحة والنصف صفحة من النثر المشحوذ،الخالد؛ يريد أن يسألني عن شيء ما، ولكنه لايعرف كيف يسأل، كما في لحظاتنا الحرجة في حياتنا نريد أن نتحدث بدون أن نعرف ماذا نقول. ماذا أقول له عن السر الغامض للشخصية؟ الشخصية التي تملي نفسها باستمرار على الفن.ــــــ بكلمات محددة فقط؟ ربما يريد الشاب أن يسأل، هل استطيع أن أفعل ذلك؟ هل أحاول، أيضا؟ لكنه لن يسأل مثل هذه الأسئلة، لن يعرض نفسه بهذه السذاجة، هذا ليس أسلوب أسلوب " برينستون". يقول، الكتاب مازال مفتوحا بين يديه، صوته غامض إلى حد ما وصارم، " إنه قصير جدا، إنه يفعل كثيرا". و أنا أفكر، نعم، هذا هو الشيء الحقيقي، هذا هو الحب، الذي يظهر على وجهك، مرة ثانية، ودائما، يالهما من متعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1نيتشة لم يتزوج أبدا، ليس لديه أطفال. يقال أن جنونه جاء من عدوى مرض الزهري من علاقة ما عندما كان طالبا أو عندما كان كان يمرض الجرحى عام 1870.( الترجمة هنا لـ والتر كوفمان.)
2 القصيدة لإيملي ديكنسون الواردة في هذا المقال مقتطفة من طبعة توماس هـ جونسون للأعمال الكاملة لقصائد إميلي ديكنسون( كامبريدج: جامعة هارفادرد برس، 1960)
من (امرأة) الكاتب (إي بي دوتون، 1988)
جويس كارول أوتس, واحدة من أبرز الشخصيات الخصبة الأدبية المعاصرة، تكتب الشعر، الرواية، المسرحيات والنقد. لها أكثر من خمسين رواية منهم " لأنه بيترولأنه قلبي؛ مياه سوداء؛ امراة من الطين؛ كاثرج؛ جاك من سبيدس 2015؛ ورجل بلا ظل( ايكو، 2016) تُدرِس في برنستون ومؤسس ومحرر في مجلة أونتاريو.
حصلت الكاتبة على جوائز كثيرة منها: جائزةالكتاب الوطني عن رواية " هم" ، وجائزة بن مالامود، وجائزة فيمينا عن رواية " الشلالات"، كما رشحت لجائزةبوليزر عن ثلاث روايات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق