الخميس، 11 ديسمبر 2025

لماذا لم تعد تسألني بمَ تفكر؟
لعلك سئمت تقلبات أمزجتنا
أو لعلك مللت من اتهامنا لك بالتطفل وتدخلك فيما لايعنيك
حسنا، سأبادر أنا وأجيبك عن سؤالك القديم/ اللئيم
أفكر في:


أوقظ أبي من غيبوبته ليخبرني بإسم الصبي في حكاياته لي ماقبل النوم
أن أقطع وريدي الممتليء بأخطائي
لتنبت حياة أخرى في وريد آخر
في كتابة الشعر بدلا من تقارير العمل المملة
كيف أجري لمسافات ولا يتسلل البول من طيات ثيابي
صنع سجادة كبيرة من جواربي القديمة أضع فيها الفضوليين
وألقي بهم في ...



سيناريو العصر الرقمي وانقلاب السيطرة على 'الطبقة المخملية'"

 

🎭 الجزء الثاني: سيناريو العصر الرقمي وانقلاب السيطرة على "الطبقة المخملية"

1. التحدي الجوهري: أين ذهبت الطبقة المخملية؟

إن تراجع سطوة هيجنز يبدأ من هنا. السؤال ليس فقط كيف تغيرت متطلبات القبول، بل هل الطبقة التي كان هيجنز يحاول دمج صدفة فيها ما زالت موجودة؟

  • إن التداخل الطبقي أصبح حتمياً في مجتمعاتنا الحديثة. الطبقة المخملية القديمة، التي اعتمدت على الألقاب والميراث الثقافي، قد تلاشت أو على الأقل تخفت في ضوء التطورات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة.

  • لم يعد القبول يعتمد على القواعد الصارمة التي كان يفرضها هيجنز، بل أصبح أكثر ارتباطاً بالمال الجديد والسلطة الاقتصادية، بغض النظر عن مصدرها. هذا التراجع في قيمة "التحضر الأكاديمي" مقابل "المال السريع" هو أول دليل على "ذوبان الطبقات".

2. سيناريو العصر الرقمي: انقلاب السيطرة (افتراض جدلي)

إذا أُنتج العمل في زمننا، فإن التحول الاجتماعي سيتم عبر منصات التواصل، والمفتاح سيكون الهوية الرقمية وليس النطق.

  • لنتخيل أن البطلة صدفة حققت الشهرة والمال عبر السوشيال ميديا. هذا الافتراض الجدلي يهدف إلى قياس مدى "ذوبان الطبقات" اليوم، حيث يتم التحول عبر التأثير الرقمي.

  • هنا ينقلب ميزان القوى كلياً: لم يعد الأكاديمي (دكتور كمال/هيجنز) هو الطرف المسيطر. المرأة العصرية تملك رأس المال الرقمي والسلطة المستمدة من جمهورها، مما يجعلها قادرة على جذب الأكاديمي البطل إلى قاعها الاقتصادي الجديد (الشهرة السريعة والمال)، بل والسيطرة عليه.

3. ما وراء المشقة: من اللغة إلى الأصالة

مشقة الماضي كانت في تغيير النطق، أما المشقة اليوم فتكمن في الحفاظ على الأصالة وسط ضغط الهوية المنسقة (Curated Identity).

  • القوة تتبع الآن الموارد: هذا السيناريو يؤكد أن القوة لم تعد في القواعد الصارمة أو اللغوية، بل في من يملك الموارد، بغض النظر عن درجته العلمية. القصة لن تدور حول تدريب امرأة على النطق، بل حول قدرة رجل على التكيف مع سلطة المال الجديد التي تملكها المرأة المتحررة رقمياً.

  • الخلاصة التحليلية: هذا التناقض الجذري يُثبت أن المتطلبات القديمة التي كان يفرضها هيجنز لم تعد صالحة. اليوم، لم يعد يملك مفتاح الباب الاجتماعي؛ المفتاح أصبح المتابعين (Followers)، وهذه القوة متاحة لمن يستطيع استغلال ظهورها على الإنترنت.

4. : بيجماليون والنقد المستمر

على الرغم من ذوبان الطبقات وتغير أدوات السيطرة، تبقى قصة بيجماليون و سيدتي الجميلة حجر الزاوية في نقد استغلال القوة. فإذا لم يعد الصراع حول اللغة، فقد تحول إلى صراع حول الأصالة مقابل الصورة المنسقة، وحول من يملك الحق في تعريف "الرقي" في مجتمعنا المعاصر

 الخاتمة: بيجماليون والنقد المستمر

على الرغم من ذوبان الطبقات وتغيّر أدوات السيطرة، تبقى قصة بيجماليون وسيدتي الجميلة حجر الزاوية في نقد استغلال القوة، لأنها تكشف أن جوهر الصراع لم يتغير، بل تغيّر شكله فقط. فإذا لم يعد الصراع يدور حول اللغة والنطق والدخول إلى "الصالونات المغلقة"، فقد انتقل اليوم إلى صراع أكثر تعقيدًا:
الصراع بين الأصالة وبين الصورة المنسَّقة التي تُنتِجها وسائل التواصل الاجتماعي.

في الماضي، كان هيجنز يمتلك السلطة لأنه يمتلك المعرفة، وكان بإمكانه إعادة تشكيل إليزا صوتيًا لتدخل صفوف الطبقة الراقية. أما اليوم، فالسلطة انتقلت إلى من يملك القدرة على صناعة صورة رقمية مؤثرة، وهي سلطة تستطيع امرأة مثل صدفة — في السيناريو الافتراضي — أن تمتلكها بقوة الحضور والتأثير، لا بقواعد النطق.

هذا التحوّل يفضح حقيقة أعمق:
لا يوجد مفتاح ثابت للقبول الطبقي.
كل عصر يخلق مفتاحه الخاص، ويمنح قوته لمن يجيد استخدامه.

وفي كلتا القصتين — القديمة والحديثة — يظهر سؤال شو الأبدي:

هل الإنسان مشروعٌ يُصنَع؟ أم ذاتٌ تَصنع نفسها؟

إليزا تمردت لتحرر نفسها من سلطة المعلم.
وصدفة الرقمية — لو وُجدت — ستملك سلطة من نوع جديد، لكنها ستواجه سؤالًا أكثر حدّة:
هل الصورة التي صنعتها تعبر عنها حقًا، أم أنها أصبحت سجينةً لها؟

وهكذا تظلّ بيجماليون، بنسخها المتعددة، نقدًا مستمرًا لكل أشكال إعادة تشكيل الإنسان تحت مسميات التحضر أو النجاح أو الشهرة.
تظل سؤالًا مفتوحًا حول العلاقة بين القوة والطبقة والهوية…
وسنظل نعود إليها كلما تغيّر شكل هذا الصراع، لنكتشف أننا نعيش النسخة الجديدة من اللعبة نفسها.


الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

الجزء الأول لدراسة عن صراع الطبقات قديما (سيدتي الجميلة نموذج) وفي العصر الحالي/ بقلمي: مها جمال

 

هل الانتماء للطبقة حق أصيل؟ مقارنة بين صدفة وإليزا في زمن الاصطناع الاجتماعي

 المقدمة: من لندن إلى القاهرة، والصراع الذي لا يموت

تبدو مسألة الانتماء الطبقي، في ظاهرها، واحدة من أقدم الأسئلة في تاريخ الاجتماع الإنساني؛ لكنها في الحقيقة سؤال يتجدّد مع كل عصر، ويكتسب وجوهًا جديدة كلما تغيّرت أدوات الفرز الاجتماعي ومعاييره. فبينما تأسست المجتمعات القديمة على طبقات شبه ثابتة تُحدَّد بالميلاد والمهنة والمكانة، جاءت الحداثة لتمنح الإنسان وهم القدرة على إعادة تشكيل ذاته وصورته وموقعه في السلم الاجتماعي، لكنها في الوقت نفسه أعادت إنتاج الحواجز بأساليب أكثر نعومة وخفاء.

من هنا تأتي قيمة العودة إلى عمل مثل بيجماليون (1913) لجورج برنارد شو، ليس بوصفه نصًا مسرحيًا فحسب، بل بوصفه وثيقة اجتماعية تكشف كيف يمكن للغة، بكل ما تحمله من نبرة ودلالة ورمزية، أن تصبح أداةً للفرز والتحكّم، بل ولصنع “بشر” جدد حسب الطلب والمقاس. فإليزا دوليتل، بائعة الورد الشعبية، لم تكن مشروع "تهذيب" لغوي فقط، بل كانت تجسيدًا مرئيًا لفكرة أن الطبقة ليست قدرًا، بل بناء يمكن تفكيكه وإعادة تركيبه.

ومع انتقال العمل إلى السياق المصري في مسرحية سيدتي الجميلة، تحوّل السؤال ذاته إلى سؤال محلي:
هل ما زال التغيير الطبقي مجرد وهم اجتماعي مغلّف بكلام عن الرقي والسلوك؟ أم أنّ الثقافة المصرية – بصرامتها القديمة ومرونتها الجديدة – قد أنتجت نموذجًا مختلفًا لتغيير الطبقة، يقوم بالأساس على الاندماج والاستقرار العائلي، لا على استقلالية الفرد؟

إن المقارنة بين إليزا وصدفة ليست مقارنة بين شخصيتين فحسب، بل هي مقارنة بين مجتمعين ونظامين طبقيين:
– الأول يقوم على اللغة والمعرفة والتمرّد
– والثاني يقوم على السلوك وشكل الحياة ومفهوم "الستر"

ومع ذلك، يبقى السؤال الأكبر معلقًا بين العملين:
هل الانتماء الطبقي حق أصيل يولد مع الإنسان؟ أم هو قناع اجتماعي نرتديه، ونُصدّق بعد حين أنه جلدنا الحقيقي؟

هذه الدراسة تحاول إعادة قراءة الصراع الطبقي قديمًا وحديثًا عبر هاتين الشخصيتين، باعتبارهما مرآتين لثقافتين وزمنين، ولحلم الإنسان القديم المتجدد في أن يصنع لنفسه موقعًا يليق به… ولو كلّفه ذلك أن يتمرّد على صورته الأولى.

مسرحية بيجماليون (1913) للكاتب الأيرلندي جورج برنارد شو، ليست مجرد حكاية عن تحول فتاة من بائعة ورد شعبية (إليزا دوليتل) إلى سيدة مجتمع، بل هي دراسة لاذعة لكيفية استخدام اللغة كأداة قاسية للفرز الطبقي. ومع تحويلها إلى المسرحية المصرية سيدتي الجميلة (بطولة شويكار وفؤاد المهندس)، تحوّل العمل ليُجيب على سؤال أعمق: هل ما زال متطلب التغيير الطبقي صعباً كما في الماضي، أم أننا نعيش في زمن "ذوبان الطبقات"؟

2. الصراع القديم: اللغة كحاجز والآباء كرهن

كان محور الصراع في العملين يدور حول فرض المعايير على شخصية تنتمي إلى طبقة دنيا.

  • بيجماليون (الأصل): كان المفتاح هو علم الصوتيات (Phonetics)، حيث اللغة هي جواز المرور الوحيد للطبقة المخملية في لندن، مما يعكس صرامة المجتمع البريطاني تجاه الطبقات الدنيا.

  • سيدتي الجميلة (التوطين): تحوّل الصراع إلى السلوك والعادات الاجتماعية. كما يمثل الأب بعضشي (وهو توطين لشخصية الأب دوليتل) الطبقة الشعبية التي يقع عليها ضغط التغيير، مما يعكس صرامة التغيير الطبقي في الزمن القديم.

3. استقلالية إليزا مقابل استسلام صدفة

هنا يكمن الفرق الجوهري الذي يترجم الصراع الطبقي في كل مجتمع:

  • تمرد إليزا (الأصل): إليزا في نهاية العمل تمردت على معلمها (هيجنز) ورفضت أن تكون مجرد إضافة في حياته، وأثبتت أنها هي من صنعت قيمتها. هذا التمرد ليس مجرد خلاف رومانسي، بل هو رفض لسلطة الرجل والمجتمع الذكوري، وجوهر النقد النسوي الذي أراده شو.

  • استسلام صدفة (النسخة المصرية): البطلة صدفة تستسلم لطموح الأستاذ كمال وتصبح مكملة له في إطار زواج تقليدي سعيد. هذا يترجم ميل التناول المصري في تلك الفترة إلى الاستقرار الاجتماعي عبر الزواج بدلاً من الاستقلال الشخصي، ويقلل من قوتها كشخصية قائمة بذاتها.

4. الإشكالية الفلسفية: الطبقة كقناع.. والتمرد كمفتاح

هذا التناقض يقودنا إلى الأسئلة الفلسفية التي يثيرها العمل:

أولاً: هل الانتماء لطبقة معينة حق أصيل؟

من منظور العمل، الإجابة هي لا. الطبقة ليست حقاً أصيلاً يولد به المرء، بل هي قناع اجتماعي يمكن ارتداؤه (كما أثبت هيجنز بتغيير نطق إليزا). برنارد شو يهاجم فكرة "الحق الأصيل" الطبقي، ويثبت أن الطبقة ما هي إلا مجموعة من العادات واللغة يمكن محاكاتها، مما يُجرّم الطبقة العليا التي تعتقد أن رقيها حق أبدي.

ثانياً: هل التمرد على الطبقة مفتاح للوصول؟ وهل تقبل الطبقة الجديدة بالمتمرد؟

نعم، تمرد إليزا هو مفتاح الوصول، ولكن ليس للوصول إلى مراكز الطبقة العليا، بل للوصول إلى الاستقلال الشخصي وكرامة الذات. التمرد هنا هو مفتاح تحرير الذات من قيود كل من الطبقة القديمة وسيطرة المعلم.

ومع ذلك، تبقى الإجابة عن الشق الثاني معقدة: إليزا تعلم يقيناً أن الطبقة التي تدربت لتدخلها لن تقبلها حقاً كفرد؛ ستظل دائماً "الفتاة التي صنعتها التجربة". لهذا السبب تختار التمرد والرحيل، لأن الوصول لا يعني بالضرورة القبول الحقيقي.

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2025

أبي والأبنودي في زمن عزّ فيه وفاء الأصدقاء

كتبت: الشاعرة والمترجمة مها جمال

لكل زمان مضى آية، وآية هذا الزمان النكت الأبنودي

هذا المقال كان محاولة لإنعاش ذاكرة والدي المريضة -رحمه الله- عن جانب إنساني وشخصي للشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، الصديق الوفي والمحب لأصدقائه في وقت تغلبت المادة والمصالح على العلاقات الإنسانية.

— كان والدي والأبنودي دائمي الهروب من المدرسة وخاصة عندما يكون اليوم الدراسي طويلاً (7 حصص) ليذهبا إلى الغابة أو يخرجان أثناء الحصص مع جماعة النشاط المسرحي. — عرف والدي عبد الرحمن الأبنودي منذ المرحلة الابتدائية عندما سكنوا قنا في شارع بني حسن، واستمرت الصداقة حتى نهاية المرحلة الثانوية.

أخذت هذه الصورة في مدرسة قنا الثانوية يوم الاحتفال بعيد النصر 17/12/ 1957


 ذكريات الشغب والعشق لقنا

كان عبد الرحمن الأبنودي طاقة حب متحركة، صعيدي بقلب حامٍ، عاشق لمصر وترابها ونيلها وقريتها ومدينتها.

— لم يتخل عن لهجته العامية في إلقاء قصائده التي كانت بحرارة شمس الصعيد. — كانت ذاكرته راصدة ومتأملة لكل أغاني الطفولة في قريته وفي قنا. — في نهاية كل عام دراسي، كان الأبنودي نجم حفلات مدرسة قنا الثانوية، يكتب المونولوجات والأزجال.

 محطات التحول (من المحكمة إلى الجيش)

أيام السيل والرئيس:

يستطرد أبي قائلاً: في المرحلة الثانوية هاجم قنا سيل مدمر، جاء على أثره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لتفقد المنطقة المنكوبة. ذهبنا لنسلم عليه. الأبنودي كتب عن هذه الواقعة بالتفاصيل في حلقات "أيامي الحلوة".

العمل والتمرد

— بعد المرحلة الثانوية عينه أبوه في المحكمة، لكنه كان يترك تدوين محاضر الجلسات ليكتب الشعر. — نقلوه إلى الأقصر ثم إلى نقادة، ثم قدم استقالته وانتقل للقاهرة.

 رسائل الصداقة والوفاء في الغربة

عندما التحق والدي بالجامعة في القاهرة، والتحق عبد الرحمن بالجيش، كان ينزل عند والدي في سكنه أيام الخميس والجمعة.

مقتطفات من خطابه لأخيه "كمال":


                                                                                             /10/11 1959 جزء من رسالة عن أيامه فترة خدمته                                                                                                                                                                                                            

"كانت فترة الجيش درساً كبيراً.. نافعاً وإن كنت قد اشتريته بأعصابي وعرقي ودمعي".

من رسالة خاصة لوالدي (جمال):

"لم تكن كذلك منذ عرفتك يا جمال ...أنت نعمتي التي أرجوها. أنت نعمتي وهو الواقع وكل ما دفعني إلى الكتابة إليك هو لك الهاتف الذي صرخ في أعماقي بأن أكتب لك...".

كان الأبنودي دائماً يذكره في لقاءاته التلفزيونية بـ "صديقي التاريخي".

 مقتطفات من أعماله النادرة وبداياته

أ. قصيدة "حبيبتي ياللي ناسياني" (1958):

تموت الشمعة....غرقانة ويصرخ قلبي في وداني ... يقول سري...يقول سرك وطرف السر... أدماني ... حبيبتي... ياللي ناسياني

ب. قصيدة "وعلى الأرض السلام" (المنحازة للفقراء):

الغلابة اللي القدر فارش لهم تحت الحيطان... دول عليهم وعلينا وعلى الأرض السلام ... نسيوا طعم الميه حتى نسيوا ايه ريحة الطعام دول عليهم وعلينا وعلى الأرض السلام

ج. مسرحية "الخائن" (1954):

هذه المسرحية الوطنية تظهر شغفه بالقضية منذ صغره. (يتم وضع حوار قصير كمثال):

الأسير (الأب): رباه... أي جرم ارتكبت حتى تجازيني بهذا الابن الخائن؟ حمدي (الابن): صدق أو لا



أول صفحة من مسرحية الخائن..1954

 

تصدق.. لقد تركت جيشكم منذ شهرين..

وهكذا رحل الأبنودي بابتسامة عريضة قاوم بها الفقر والظلم والمرض إلى أن تغلب عليه المرض ورحل تاركاً غرسة حب كبير في قلوب محبيه وأصدقائه. رحم الله الأبنودي ورحم الله والدي


التوثيق: هذه المادة هي مذكرات شخصية بقلم الشاعرة والمترجمة مها جمال، موثقة بالرسائل الخاصة التي تعود للستينيات، وهي مادة أصلية بالكامل ومنشورة خصيصاً في هذه المدونة