عندما زرت قبرك يا أبي شعرت بوَحشة ليست كالتي أشعر بها بين الغرباء وليست لأني لا أعرف مكانك بين أقاربي المدفونين إلى جوارك؛ إنها وَحشة صادمة ومؤلمة جلست بعدها أمام مقبرتك كطفل لا يدرك هل الذي أمامه عقاب أم ثواب. تلك الصدمة التي واجتها عندما دخلت في غيبوبتك الأولى وحاولت وقتها أن أعيدك إلينا وأراد القدر أن تعود معافى وتكمل معنا ثلاث سنوات هي عمرك الثاني. وهذه المرة فشلت محاولاتي لم أحصل سوى على ابتسامة خافتة ولفترة قصيرة . يد القدر لم تكن حانية هذه المرة ومكثت مع قساة القلوب لمدة عشرة أيام لم أرك فيها إلا دقائق معدودة لم تسعف محاولاتي لإيقاظك كل مرة.والآن عرفت معنى هذه الوَحشة إنها وَحشة اليتم. أنا يتيمة الآن يا أبي.فارقد في سلام حيثما كنت ولكن لا تنس أن ترسل لي صورك أو كروت معايدة كما كنت تفعل في سفرك الطويل.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
عندما تكون الأقنعة غير كافية، يصبح الجسد صورة باهتة لتمثال يابس!
-
ما زلت أقف عند ذاك الجدار كلما مررت به. أشرح لساكنيه الفرق بين الحزن والغضب والاكتئاب. مازلت أمرر إصبعي على الشرخ المتعرج في الجدا...
-
مازال فى الروح مساحات للتقلص وطرقات البيت القديم مظلمة مسكونة بالأوجاع والأشباح ومشتر جديد على بعد أيام أو أعوام أو أموال .. تنقص هذا المش...
-
أريد أن أكتب شيئا مبهما أو أرسم سبابة مرفوعة دائما، أو عينين جاحظتين تنظران لأعلى فقط ودائما أو جسدا نحيلا ممدا على بياض علىّ أن أكون ش...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق