الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025

 سعادة بعد الظهيرة

كارولين كايزر
ترجمة/ مها جمال

إلى جون،
في حفلة تجسست على طبيب أمراض نفسية أنيق وتمنيت كما يتمنى الآخرون أن أحصل على نصيحة مجانية. سأقول للطبيب من المفترض أني شاعرة وكل منافع الحياة قد أعدت من أجلي وتعلمنا أن السعادة في وجبة طعام صينية، بينما الحزن هو الغذاء الدائم. 
بيئتي الجديدة هي حالمة كما كاليفورنيا. خائفة من نسيان الحضن. شيء أخر أيها الطبيب يجعلني أقلق أنا لا أشرب كما ينبغي لي.
في البيت أريد أن أكتب قصيدة سعيدة عن الحب أو قصيدة حب عن السعادة لكنهما لا يريدا أن يُكتبا بسبب التوتر اليومي، الاحتكاك والخدوش الطفيفة لأي اثنين يتشاركان في فراغ واحد. آه ليس هناك تعويض في المأساة.
لكن في هذا الفصل تنتمي المأساة لتلك الحياة الأخرى الحياة القديمة التي كانت قبلنا،
هنا مقولتي لليوم.
السعداء هم من لهم زوجة واحدة حتى هنا في كاليفورنيا. إذن كيف ستلعب القصيدة دورها؟
بدون ذلك الرصيد من الخيانة والفقد ليست لدي العين الغيورة أو الخوف ولا أي شيء مما تفعله. في الحقيقة أنا مغرمة ب"رفيقتك السابقة" التي أسميها "طليقتك"، زوجي السابق تلك الكارثة القديمة ، الآن مجرد مزحة . ليس لدينا سوى الضحك؛ كما قال "سيريل كونولي" على الأحاديث الليلية اللانهائية عن الزواج والتي ربما ستكون الجزء الأفضل.
عزيزي، هل يجب أن أحبك ببيت شعر تافه بلا أدنى اهتمام للفن العميق؟
بالطبع هذا لن يدوم. ستكسر قلبي. أو سأكسر قلبك بموتي. أستطيع أن اتغلب على كل ذلك.
لكن الآن يبدو هذا إجباريا هنا في تلال السماء..
اليمامات النائحات، السناجب المتزاوجة.
قطتي العجوزة تتدفأ بحضني،هنا في شرفتنا.
كما أن تأتيك قطعة موسيقية ملعونة من الأسفل.
كما أن تصلح طبقي المفضل.
فيما بعد بالطبع أستطيع أن أناوش، دائما يوجد سبب لذلك.
لكننا لا نعود بعد الحروب أناسا، هؤلاء الذين يصرخون بخطواتهم الملتهبة بالكراهية..
لا، الحب، القصائد العميقة يجب أن يأتوا من الضياع المؤقت المخصب بالألم من هؤلاء الذين يفجرهم الإرهاب خارج هذا المكان. حيث يستعيد العالم نفسه ومياهه الملوثة تصعد في الشرق لتأكل أماننا هنا.
أريد أن ألخص حياتي، وبحرفة أربط مهارتي الماكرة في صنع فخ لك.
فلا يوجد هدية مثل تلك السعادة الزائفة.
كارولين كايزر(1925-2014) ولدت في اسبوكين، واشنطن، فازت في 1985 بجائزة بوليتزر في الشعر بقصيدة "ين" ومجموعاتها الشعرية العديدة تعكس اتجهاها لقضايا حقوق الانسان والنساء خاصة وتلقت الكثير من التكريم خدمت كمؤسس و محررة في مجلة الشعر في الشمال الغربي وكمخرجة للأدب في الصندوق القومي للفنون وأخيرا مستشارة في أكاديمية الشعراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق