كان ما يكتب عن حبيبين لا يُفهم من رؤية وجه أحدهم ينظر إلى
وجه الآخر،وماتعرفه العين من العين لا تعرفه ألفاظ،ولكن بأسرار...
والغليل المستعر في دم العاشق كجنون المجنون: يختص برأسه
وحده.
وضمة المحب إحساس لا يستعار من صدر آخر، كما لايستعار المولود لبطن لم يحمله.
وكلمة القبلة التي معناها وضع الفم، لن ينتقل إليها ما تذوقه الشفتان!
ويوم الحب يوم ممدود،لاينتهي في الزمن إلا إذا بدأ يوم السلو في الزمن...
فهل يستطيع الخلق أن يصنعوا حدا يفصل بين وقتين لينتهي أحدهما...؟
وهبهم صنعوا السلوان، ومن الف برهان وبرهان ، فكيف لهم بالمستحيل ، وكيف لهم بوضع السلوان في القلب العاشق ؟
واذا سألت النفس من رقة الحب، فبأي مادة تصنع فيها صلابة الحجر.. ؟
وما هو الحب إلا إظهار الجسم الجميل حاملا للجسم الآخر كل أسراره ، يفهمها وحده فيه وحده ؟
وما الحب إلا تعلق النفس بالنفس التي لا يملؤها غيرها بالإحساس ؟
وما هو الحب إلا إشراق النور الذي فيه قوة الحياة، كنور الشمس من الشمس وحدها ؟
وهل في ذهب الدنيا وملك الدنيا ما يشتري الأسرار والإحساس ، مصطفى صادق الرافعي " وحي القلم" - انتصار الحب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق